الأربعاء، 1 يناير 2014

2 - ( سِتة صِور مِن مِصر ... أواخر القرن التاسع عشر )

الصورة الاولى: التُقطت عام ، 1898 .. هنا أحد فروع النيل و كانت المراكب الشراعية فى زمانها تُبحر فى النيل مُحملة بالبضائع بين الصعيد والقاهرة والدلتا، هنا المراكب فى حالة سكون و قد شُدت الاحبال لربطها بالمرسىَ  على ضفة النهر ربما للتفريغ أو التحميل، بينما وقف هذا الرجل الطيب على اليابسة و  قد أمسك المسكين فى يسراه بعصاه ليتوكأ عليها...و قد يلفت نظرنا نحول هيئته





الصورة الثانية: مقهى شعبى عام 1896 و قد جلس عليه أربعة من الشباب" قد يكونوا طَلبة عِلم" يُفهم من هيئتهم و ملابسهم انهم فى العشرينيات من عمرهم و كذا مختلفون فى مظهرهم كثيراً عن عامة الناس وقتها ... فقد بدت ملابسهم و عباءتهم جديدة و مهندمة ... كذلك ارتدوا جميعا طرابيش على رؤوسهم " طرابيش الأفندية" و أمسك ثلاثة منهم بعُصى "ليست شومة و ليست خيزرانة" يبدوا انها لزوم الوجاهة "العياقة" .. المهم أن ما يشربونه ليس شاياً ولا قهوة ... أستطيع ان استنتج من الإناء الذى يشربون منهُ أنهم يشربون الـــ "بُوظة" الباردة .... و البوظة مشروب يُنتج من تخمير الشعير فى الماء، و هو مشروب مُسكر خصوصا لو زادت جرعته ... و مازال موجوداً حتى يومنا هذا .... إسترجل و إشرب بُوظة  ربما كان هذا نص إعلان مناسب له بمقاييس ايامنا




الصورة الثالثة: مشهد عام للقاهرة عام 1893... صبيان وقفا على سطح أحد المساجد التى تطل على القاهرة ..ربما يكون سطح مسجد السلطان حسن، سنلاحظ ان أكثر ما يظهر فى الصورة هى قباب و مآذن المساجد "كأن القاهرة  وقتها كانت مكان للعبادة فقط" و ايضاً سنلاحط أن الكثير من قمم المآذن تأكلت بل و سقط بعضها فتبدوا كأنها قد قص منها جزءاً ماَ ... الملاحظة الاهم  أن الاهرامات تظهر فى الافق  رغم ان الصورة تم التقاطها فى أقصى شرق القاهرة





الصورة الرابعة :  عام 1898 ، أحد معابد إيزيس "ربة القمر و الامومة و الخصوبة عند الاجداد" على جزيرة فيله فى قلب النهر بالقرب من اسوان، و هناك تنتشر معابد كثيرة تحكى تفاصيل كثيرة عن هروبها بحَملها من جنوب مصر  الى الاحراش و مستنقعات الدلتا إلى الشمال من مصر ... بعيدا عن الحاكم"ست"  الذى قتل زوجها الغالى" اوزوريس" .. فأنجبت أبنها"حورس" .. ليعود و يثأر لابيه.

هُنا أحد معابدها فى جنوب مصر .. و يتضح بجلاء أن الدهر أكل و شِرب على المعبد حتى أحاله إلى أطلال يسكنها الفراغ و الظلام ... الحمار الاول و قد جلس صاحبه أمامه فى الارض ينظر اليكم، بينما الحمار الثانى يحاول صاحبه الصبى ان يستند اليه خلال التقاط الصورة و قد رفع يسراه لتستقر على ركبة يمناه فى وضع يصلح للتصوير باعتقاده .... بقى شخصان فى الصورة رجل و صبى صغير ... لكن دون حمير  و قد وقفا على الحدود الشمالية للمعبد بالقرب من أحد ابوابه المتهالكة .





الصورة الخامسةعائلة من البدو تغادر عام 1898  يمرون عبر أحد الاخاديد الصحرواية  المجاورة لاهرامات الجيزة متجهة غرباً الى قلب الصحراء، سيدة البيت فى المقدمة بملابسها السوداء و خلفها جمل المقدمة الخال من المتاع، ثم جملين مُحملين  باثاث الاسرة و العائلة " بالكاد هو متاع متواضع و محدود " ، ثم خلفهم قطيعا من"الجَعود" الجِمال الصغيرة و قد تجمعت وراء امهاتها يحتمون بهم، ثم العنصر الذى لا يستغنى عنه الاعراب و البدو  أبداً ... "الكلب " ذاك الحارس الامين و البوق المُنذر كل الوقت

فى أعلى التبة الرملية جلس رب العائلة " الحادى أو الدليل" يراجع القافلة و يتفحص افرادها و خلفه وقف ابنه الصغير و امامهما ركوبتهما من الجمال، بينما وقفت صبية صغيرة ربما ابنة صاحب القافلة و قد حملت طفلة هى امتدادهما خلال الاجيال القادمة لهولاء البدو .... خلاصة المشهد هو خمسة عشر من الابل و النوق.... هى أدوات التنقل و الركوب و السفر عبر الصحراء الشاسعة المتسعة و برفقتهم ستة اشخاص من بنى البشر .... رحلة سعيدة  ومريحة بمقايس زمانهم



 الصورة السادسة :عام 1898 جلس رجلاً عجوزا أنهكه الزمن و الشقاء و خشونة الحياة  بالضبط مثلما  جلس هذا الصبى الاسمر"الجيل التالى للعجوز" صاحب البشرة اللامعة أمام جَمله المزركش ينتظر رزقه  مع قدوم الزائرين للمنطقة " نفس الحال ستجده اليوم بعد 115 سنة" و مع كل هذا أشك الاسلاف كانو فى زمانهم مثل خلفائهم الان الذين يملئون منطقة الاهرامات مُسببين للزائرين قليل من الراحة و كثيرا من المُضايقة و الاسِتغلال.

مع تقادم السنوات و مرور الازمنة ... و انقضاء الاعمار و الآجال ... لا يتغير الكثير مِناَ... ربما لعجزه عن خلق عوالم جديدة ... أو لضيق الرؤية المرتبط دائماً بسوء الحال و تضعضع الاحوال و ضيق ذات اليد و عجزها عن التغير او التغيّر... و معاناة الرعية غالباً بسبب رعونة الراعى أحياناً ... ولله الامر مِن قبل و مِن بعد.


تحياتى، و نلقاكم على خير فى تدوينة جديدة الاسبوع القادم ... بإذن الله تعالىَ
؛عُــمــــر المِـصــــرِىّ

للتواصل او الاستفسار و الاستعلام   يرجى مخاطبتى على هذا البريد

ملاحظة هامة: جميع الصورة المنشورة هُنا هى فقط مَحض نسخ مُصغرة من الصور الاصلية كبيرة الحجم"ليست مجانية" التى تصلُح للطباعة بمقاسات كبيرة

250